الآثار الجانبية للإنذارات والإغلاقات

عندما يتحول المنع إلى انقطاع: يكشف إغلاق المدارس بسبب تغير المناخ عن الحاجة المُلحة لنظام تعليمي أكثر مرونةً ورقميةً وإنسانية.

 

بقلم السيدة بيلار رويدا ريكينا

 

Hoylunes – خلال العام الماضي، لاحظنا بقلق متزايد تزايد التوجه نحو إغلاق المدارس والمؤسسات العامة الأخرى استجابةً للتنبؤات الجوية السيئة، مثل الفيضانات والأمطار الغزيرة المنسوبة إلى تغير المناخ. هذه القرارات، التي غالبًا ما تُتخذ تحت ضغط الإنذارات الشديدة، تُسبب أزمةً للطلاب والأسر والعمال والمجتمع ككل. إن حجم الآثار الجانبية الناجمة عن هذه الإغلاقات يدعونا إلى التفكير في ضرورة تضمين خطط الوقاية تدابير أخرى قادرة على التخفيف من هذه الآثار.

في هذا السياق، من الضروري ألا تقتصر استراتيجيات الوقاية الطارئة على الإخلاء أو تدابير السلامة الجسدية فحسب، بل يجب أيضًا النظر في حلول بديلة للصفوف الدراسية الحضورية. على سبيل المثال، في حالات الإنذار الأحمر – عندما يكون الخطر شديدًا – يكون التعليق الكامل للعمل والحضور المدرسي مبررًا. في ظل حالة الإنذار البرتقالي، قد يُتخذ قرار الإغلاق كإجراء احترازي. وفي كلا السيناريوهين، وللحد من المخاطر النفسية والاجتماعية، يمكن تطبيق الفصول الدراسية عبر الإنترنت، مما يسمح للطلاب بمواصلة أنشطتهم الأكاديمية من المنزل.

ينص قانون التعليم الحالي (LOMLOE) على ضرورة وضع خطط وقائية وعمل في حالات الطوارئ أو المخاطر. ومن النقاط الأخرى التي يُسلّط عليها القانون الضوء، تعزيز الابتكار التكنولوجي واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ومع ذلك، يبدو عمليًا أن المراكز التعليمية لا تُحرز تقدمًا كافيًا في هذا المجال، إذ لا يتقن الجميع كيفية التكيف مع الظروف الجوية السيئة وحالات الخطر. وبذلك، فإنهم يُقرّون عمليًا بغياب البدائل التعليمية للتعلم وجهًا لوجه، مما يترك الطلاب في فراغ غامض، يفتقر إلى المنطق والترابط التعليمي.

من بين الفئات الرئيسية المتضررة من هذه الإغلاقات الطلاب. فبينما قد يعتبرونه في البداية يومًا ممتعًا في المنزل، إلا أن هذا قد يؤدي على المدى الطويل إلى فقدان المسؤولية، حيث لا يتم تعويض العمل والأنشطة الفائتة بشكل مناسب. ينبغي أن يكون هذا بمثابة قوة دافعة نحو تحول تعليمي يتجاوز نموذج التعليم التقليدي وجهاً لوجه. إن دمج الموارد التكنولوجية والمنصات الرقمية في التدريس من شأنه أن يعزز عملية تعلم قابلة للتكيف مع مختلف الظروف، مع تعزيز المهارات التكنولوجية والمسؤولية والنضج لدى الطلاب.

ولتحقيق ذلك، يُنصح المؤسسات بتطبيق أنظمة تعليمية افتراضية – سواء من خلال البث المباشر أو الجلسات المسجلة أو المنصات التعليمية – بحيث يمكن للآباء، حسب توفرهم، اختيار التعلم الحضوري أو عبر الإنترنت أثناء فترات الإنذار. يسمح التعليم عبر الإنترنت باستمرارية العملية التعليمية دون تغيير التقويم الدراسي بشكل مفرط.

تتأثر الأسر بشدة أيضًا. يواجه العديد من الأمهات والآباء ومقدمي الرعاية صعوبة في الموازنة بين مسؤوليات عملهم ورعاية أطفالهم خلال هذه الإغلاقات. يُجبر نقص المراكز الآمنة في المناطق عالية الخطورة العديد من الأسر على طلب إجازة عمل – أحيانًا بدون أجر – للبقاء في المنزل مع أطفالهم. يمكن أن يؤدي هذا إلى التوتر وفقدان الدخل واضطرابات في الحياة اليومية.

بين العمل والرعاية، تسعى آلاف الأسر جاهدةً لتحقيق التوازن في حياتها اليومية أثناء فترات الإنذار.

يُعدّ تطبيق الحلول الرقمية وتخطيط البدائل التعليمية عبر الإنترنت من الاستراتيجيات الرئيسية للتخفيف من الآثار الجانبية للإغلاقات الناجمة عن تنبيهات الطقس. يُعزز نموذج “الاقتصاد من أجل الصالح العام” قيمًا مثل التعاون والتضامن في هذه الحالات، وتشجيع الدعم المتبادل وإنشاء شبكات تطوعية لمساعدة الأطفال الذين قد تواجه أسرهم صعوبات صحية أو عمل أو ظروف أخرى. ويشمل ذلك أيضًا دعم المعلمين الذين قد يكونون قادرين على تقديم هذه المساعدة، نظرًا لقربهم أو لأسباب أخرى.

من الضروري، كما ينص القانون، أن تضع المراكز التعليمية العامة، بالتعاون مع الأسر والمجتمعات المحلية، بروتوكولات تضمن استمرارية التعليم دون المساس باستقرار العمل أو الأسرة. وبذلك، نعزز استجابة أكثر شمولية ومرونة للتحديات التي يفرضها تغير المناخ.

يمكن أن تُسبب صعوبات الموازنة بين العمل والتعليم بسبب نقص موارد رعاية الأطفال ضغوطًا كبيرة داخل الأسر، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية أصحاب العمل.

بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس، تُترجم هذه التحديات إلى تأخير في البرامج التعليمية والحاجة إلى إعادة تنظيم الجداول الدراسية وأساليب التدريس. ولمعالجة هذا الواقع، من الضروري تدريب كل من المعلمين والطلاب على كيفية استخدام التكنولوجيا.

في استخدام الأدوات الرقمية، مما يضمن الوصول والمشاركة الفعالة في الأنشطة عن بُعد. علاوة على ذلك، في حالات الانقطاعات المطولة، ينبغي توزيع المواد التعليمية بصيغ سهلة الوصول – سواءً مطبوعة أو قابلة للتحميل – ليتمكن الطلاب من مواكبة آخر المستجدات.

نحتاج التكيف مع المناخ للتغلب علي صمت الفصول الفارغة.

تتضمن استراتيجية رئيسية أخرى وضع خطط تعليمية تكميلية عن بُعد مصممة خصيصًا لمختلف المستويات التعليمية، مع ضمان إمكانية تكييف محتوى المناهج الدراسية مع أساليب التعليم عن بُعد دون المساس بالجودة.

في خضم كل هذه التحديات، يبرز سؤال حول كيفية تعويض أيام الدراسة الضائعة. هل من الممكن إعادة تنظيم التقويم المدرسي؟ قد يكون أحد الخيارات تخصيص أسبوع إضافي في نهاية العام الدراسي لاستعادة الجدول الدراسي أو تمديده وفقًا لذلك.

يتطلب تنفيذ هذه الاستراتيجيات التخطيط والحوار والتكيف في إدارة المدرسة. وينبغي أن تكون جزءًا من خطط الوقاية والسلامة لوضع حدٍّ للارتجال في اللحظات الأخيرة.

في سياقٍ تؤثر فيه الأيام الضائعة على التعليم الشامل، يمكن لهذه القيم أن تُعزز روح التعاون والمسؤولية المشتركة، مُشجعةً الجميع على البحث عن حلول إبداعية ومستدامة – مثل إعادة تنظيم التقويم أو استخدام الموارد التكنولوجية.

التكنولوجيا جسرٌ: المعلمون والطلاب يُعيدون ابتكار التعليم في خضمّ هذه الأزمة.

يزداد التكيّف مع الظروف غير المتوقعة التي تفرضها التحديات الخارجية المتعلقة بتغير المناخ، والتي تتطلب حلولاً مبتكرة وإبداعية ومستدامة، ضرورةً وإلحاحاً. وهذا يعني الخروج من منطقة الراحة التي تُميّز بروتوكولات التعليم التقليدية لضمان تحقيق المبادئ المنصوص عليها في القانون – تعزيز التعليم الشامل والتشاركي والتوافقي، والمُوجّه نحو بناء القيم. سيستفيد المجتمع ككل من هذه التغييرات، مما سيساعدنا على التقدم بشكلٍ كافٍ نحو الصالح العام.

السيدة بيلار رويدا ريكينا. كاتبة. رئيسة جمعية فالنسيا لتعزيز الاقتصاد من أجل الصالح العام (AVEBC)

,hoylunes, #m.ª pilar_rueda_requena#

Related posts

Leave a Comment

Verified by MonsterInsights